الدكتور المدير العام
المساهمات : 788 تاريخ التسجيل : 03/01/2012 الموقع : https://elkomy.ahlamontada.com
| موضوع: صور عن حياة الصحابة حول الرسول السبت يناير 14, 2012 8:57 pm | |
| باذن الله تعالى سوف ندرج فى هذه الصفحات صور مشرقة منيرة لصحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثني سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي حدثنا أبي حدثنا بن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال زعم أبو سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(يأتي على الناس زمان يبعث منهم البعث فيقولون انظروا هل تجدون فيكم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيوجد الرجل فيفتح لهم به ثم يبعث البعث الثاني فيقولون هل فيهم من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيفتح لهم به ثم يبعث البعث الثالث فيقال انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم يكون البعث الرابع فيقال انظروا هل ترون فيهم أحدا رأى من رأى أحدا رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيوجد الرجل فيفتح لهم به).
أبى عبيدة بن الجراح
اتحدث معكم عن رجل قال في حقه رسول الله " إن لكل امه آمين وامين هذه الامه هو ابو عبيده "
لذلك اتسائل من هو ابو عبيده؟؟؟
هو عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي .
كان من السابقين الاولين للإسلام فقد اسلم في اليوم الثاني لإسلام ابي بكر واسلم معه عبد الرحمن بن عوف والارقم بن ابي الارقم وعثمان بن مظعون فكانوا عماد الاسلام .
* * * * * وفي يوم بدر عاش ابو عبيده تجربه قاسيه ماهي تلك التجربه؟؟؟
هي انه يوم بدر كان يصول ويجول ويقتل في المشركين فهابوه وخافوه لكن كان هنال رجلا جعل يبرز لابي عبيدة في كل التجاهات ثم ولج الرجل في الهجوم علي ابي عبيده الي ان اصبح هذا الرجل حائلا بين ابي عبيدة والمشركين فلما ضاق بابي عبيده ذرعا ضرب راسه فقتله هلتعرف من هذا الرجل؟؟؟؟!!!!!! إنه عبد الله بن الجراح والد ابو عبيدة .لم يقتل ابو عبيدة اباه وانما قتل الشرك في شخص ابيه وانزل الله قرانا في هذا الموقف يقول تعالي:
"(لاتجد قوما يامنون بالله واليوم الاخر ,يوادون من حاد الله ورسوله ولوكانوا ابائهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح من ويدخلهم جنات تجري من يحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله لاإن حزب الله هم المفلحون)* * * * *
حدث محمد بن جعفر قال :قدم وفد من النصاري الي رسول الله فقالو له ابعث معنا رجلا من اصحابك ترضاه لنا لكي يحكم بيننا في اشياء اختلفنا فيها فقال لهم رسول الله (ائتوني العشيه ابعث معكم القوي الامين ) فقال عمر فاتيت صلاه الظهروما تمنيت الامارة اكثر من اي وقت فلما انتهي رسول الله من الصلاه اخذ ينظريمينا ويسارا فلما راي ابو عبيده قال( قم يا ابو عبيده فاحكم بينهم بالحق في ما اختلفو فيه)
* * * * *
وفي يوم احد يوم هزم المسلمون وطفق منادي ينادي دلوني علي محمد كان ابو عبيده بن الجراح من العشره الذين حموا رسول الله من رماح المشركين بصدورهم . وبعد المعركه كان رسول الله قد اصيب ودخل جزء من درعه في راسه فقام ابو عبيده بن الجراح بنزعها باسنانه وتكسرت اسنان ابو عبيدة خوفا من ينزعها بيده فتالم رسول الله .
* * * * * وشهد ابو عبيده مع رسول الله كل الغزوات والمعارك الي ان توفي رسول الله
* * * * * الي ان جاء يوم السقيفه وهو يوم الذي بايع الصحابه رضوان الله غليهم ابو بكر الصديق خليفه لرسول الله مد عمر بن الخطاب يده الي ابو عبيده وقال والله اني سمعت رسول الله يقول( إن لكل امه آمين وآمين هذه الامه هو ابو عبيده) فقال ابو عبيده ماكنت لاتقدم امام رجل امره رسول الله ان يامنا في الصلاه . ثم بويع ابو بكر .
وظل ابي عبيده في عهد ابي بكر خير عون له ثم في عهد عمر فدان لهم بالطاعه وفتح من بلاد الشام ما شاء الله حتي مر طاعون ببلاد الشام يقتل كل من يصيبه فامر امير الموئمنين عمر بن الخطاب ابو عبيدة ان يرجع فعصاه ابو عبيده وكانت هذه المره الوحيده التي عصي فيها ابو عبيده عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وبعث ابو عبيده الي عمر بن الخطاب يقول: " له اني علي راس جند من المسلمين واني لا اجد لنفسي رغبه عن الذي يصيبهم فلما قراء عمر خطابه بكي حتي ظن من حوله ان ابو عبيده قد مات . * * * * * واما جاء ابو عبيده الموت قال لمن حوله: (اقيمو الصلاه واتوا الزكاه وصوموا رمضان وتصدقوا واحجوا واعتمرو ولا تاهلككم الدنيا) ثم التفت الي معاذ بن جبل فقال ام بالناس يا معاذ . فقال معاذ لمن حوله إنكم قد فجعتم في رجل والله ما اعلم رجل ابر صدرا منه ولا ابعد غائله ولا اشد حبا للعاقبه ولا انصح للعامه منه فترحموا عليه) * * * * * رحم الله ابو عبيده بن الجراح ولنا بقية مع باقى النجوم من الصحابة
دمتم بحفظ الرحمن رد مع اقتباس 13-03-2009 15:30 #2 & إسراء & ___ تاريخ التسجيل Jan 2009 المشاركات 765 الجنس
الحالة : غير موجود
الصحابى صهيب الرومى
من منا يا لا يعرف صهيب الرومي لكن الكل يعتقد ان صهيب الرومي روميا لكن ....
الحقيقه..
إن صهيب الرومي عربيا اصيلا آباه من بني نميره وامه من بني تميم ولكن لماذا لقب بالرومي إنها قصه مازال يذكرها التاريخ.
وهي ان .. قبل بعثه الرسول بحاولي عشرين سنه كان يتولي سنان بن مالك النمير بلده من قبل كسري ملك الفرس ... وكان احب أولاده إليه طفل لم يجاوز الخامسه من عمره ,دعاه صهيبا وكان صهيب أزهر الوجه ,احمر الشعر ,متدفق النشاط ذا عينين تتقدان فطنه ونجابه ....
وكان الي ذلك ممراحا, عذب الروح , ويدخل السرور علي قلب ابيه ,وينتزع منه هموم الملك انتزاعا
* * * * *
مضي صهيب مع امه وبعض من عائلته ذاهبا الي قريه للاستجمام فهجم عليهم سريه من سرايا الروم فقتلوا الحراس ونهبو الاموال واسر صهيب وعائلته وبيع صهيب في سوق العبيد وظل ينتقل من خدمه سيد الي اخر وشاهد ما في قصور بلاد الروم وما فيها من موبقات وفساد وظلم فكره صهيب المجتمع الرومي ولم ينسي في يوم من الايام انه عربي ولم ينسي الغه العربيه .
* * * * * وفي يوم من الايام سمع كاهنا يقول :" لقد طل زمان يخرج فيه من مكه في جزيره العرب نبي يصدق رساله عيسي بن مريم , ويخرج الناس من الظلمات الي النور" . ثم اتيحت الفرصه لصهيب ان يهرب من عبوديته ومن رق سيده فهرب مسرعا الي مكه موئل العرب ومبعث النبي المرتقب. ولما وضع قدمه في مكه القي عليه الناس صهيب الرومي للكنه لسانه وحمره شعره .
* * * * *
و الان عن قصه اسلام صهيب الرومي وهجرته ...
وبعد ان فر صهيب الي مكه في انتظار الرسول الذي يخرج الناس من الظلمات الي النور الذي تنبا بظهوره الكاهن وفي هذا الوقت كان قد حالف صهيب الرومي سيدا من سادات قريش وهو عبد الله بن جدعان وطفق صهيب يعمل في التجاره فدرت عليه الخير الوفير . ولكن لم ينسي صهيب هذا النبي الذي سيبعث وكان يقول في نفسه متي يكون ذلك ؟! وما هو الي قليل حتي جاءه الجواب .
ففي ذات يوم عاد صهيب الي مكه من إحدي رحلاته فقيل له إن محمد بن عبد الله قد بعث ويدعو الناس للإيمان بالله وحده .فقال اين هو فقالو انه في دار الارقم بن ابي الارقم عند الصفا وحذروه ان يذهب في الخفاء لانه اذا راه احد من قريش فعلو به كذا وكذا..... مضي صهيب الي دار الارقم بن ابي الارقم حذرا يتلفت فلما بلغها وجد عمار بن ياسر وقفا وكان يعرفه من قبل فساله ماذا تفعل فقال له صهيب اردت ان ادخل اله هذا الرجل فاسمع منه مايقول فقال له عمار وانا كذلك فدخلا معا واسلاما في هذا اليوم معا. * * * * *
. * * * * * وفي ذات ليله ظل صهيب يخرج اليخلاء كانه يقضي حاجته فكان لا يرجع حتي يعود اليها .
فقال رقباؤه ان اللات والعزي شغلته ببطنه اليوم فناموا فتسلل صهيب وولي شطره الي المدينه .
فلما افاقوا انذعروا وامطوا خيولهم واسرعو وراءه .ولم يمضي الي قليل حتي ادركوه فلما احس بهم وقف علي مكان عال واخرج قوسه وسهامه وقال لهم انكم تعلمون اني ارمي الناس واحنهم اصابه ووالله لا تصلون الي حتي اقتل بكل سهم منكم رجل ثم اضربكم بسيفي ما بقي في يدي شئ منه. فقالو والله ماندعك تفوز بنفسك ومالك قال لهم ارئيتم ان تركت لكم مالي اتخلون سبيلي قالو نعم فدلهم علي مكان ماله في بيته فراحو واخذوا وللي صهيب شطره تجاه المدينه لكي يلحق برسول الله فلما وصل الي قباء وجد رسول الله فقال له رسول الله "ربح البيع يا ابي يحيي ربح البيع "وكررها ثلاثا .
فقال صهيب والله ما سبقني اليك احد وما اخبرك الي جبريل.
* * * * * * حقا لقد ربح البيع ...
وصدق وحي السما ء حيث نزل في صهيب قول الله تعالي :
"ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاه الله والله رؤف بالعباد" فطوبي لصهيب بن سنان الرومي وحسن مأب.
ونبقى مع النجوم رد مع اقتباس 13-03-2009 15:46 #3 & إسراء & ___ تاريخ التسجيل Jan 2009 المشاركات 765 الجنس
الحالة : غير موجود عمر بن الخطاب
إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّهَلَا بعُمَرَ
قَالَتْ عَائِشَةُ : إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّهَلَا بعُمَرَ .
أخرجه الإمام أحمد (6/184) وصحح إسناده الشيخ شعيب الأرنؤوط في " تخريج مسند الإمام أحمد " (42/77) ، وجاء من رواية عبد الله بن مسعود كما في " فضائل الصحابة " لإمام أحمد (340) ، ومن رواية علي بن أبي طالب عند الطبراني في " الأوسط " (5545) .
وقبل البدءِ في تخريجِ الرواياتِ ، لا شك أن سيرةَ الخليفةِ أميرِ المؤمنين عمرَ بنِ الخطابِ سيرةٌ تأنسُ بها الآذانُ ، وتظهرُ فيها عزةُ الإسلامِ .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - هُوَ اِبْنُ مَسْعُود - قَالَ : مَازِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ . رواه البخاري (3684) .
قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " : أَيْ لِمَا كَانَ فِيهِ مِنْ الْجَلَد وَالْقُوَّة فِي أَمْر اللَّه .ا.هـ.
ولذلك اهتم العلماءُ بسيرتهِ ، وألفوا في ذلك المؤلفات ، ومن أشهرها " مناقب عمر " لابن الجوزي ، ومن أجمعها " محضُ الصوابِ في فضائلِ أمير المؤمنين عمرَ بنِ الخطاب " للإمامِ المحدثِ يوسف بن الحسن بن عبد الهادي المعروف بـ " ابن المبرد " ( ت 909 ) ، وحُقق الكتابُ في ثلاثةِ مجلداتٍ في رسالةٍ علميةٍ في الجامعةِ الإسلاميةِ بالمدينة بتحقيق : د . عبدِ العزيزِ بنِ محمد بنِ عبدِ المحسن الفريح .
مروياتُ قصةِ سببِ إسلامِ عمرَ رضي اللهُ عنه :
وردت عدةُ رواياتٍ في سبب إسلام عمرَ رضي الله عنه ، وجُلها بسبب سماعه للقرآن ، وتأثره به ، نأتي عليها بالتفصيلِ ، وما يصحُ منها ، وما لا يصحُ منها نأتي عليها :
1 – قصةُ سماعهِ فواتح سورةِ " طه " :
عن أنسٍ رضي اللهُ عنه قال : خرج عمرُ متقلداً بالسيفِ فلقيه رجلٌ من بني زهرة فقال له : أين تغدو يا عمرُ ؟ قال : أريدُ أن أقتلَ محمداً . قال : وكيف تأمنُ بني هاشم وبني زهرة ؟ فقال له عمر : ما أراك إلا قد صبأت وتركت دينك ! قال : أفلا أدلك على العجب ؟! إن أختك وختنك قد صبآ وتركا دينك ، فمشى عمرُ ذَامِراً – أي مُتَهَدِّداً - حتى أتاهما ، وعندهما رجلٌ من المهاجرين يقال له : خباب – وهو ابن الأرت - ، فلما سمع خبابُ بحسِ عمرَ ، توارى في البيت ، فدخل عليهما فقال : ما هذه الهَيْنَمَةُ – أي الصوت الخفي - التي سمعتها عندكم ؟ وكانوا يقرأون " طه " فقالا : ما عدا حديثا تحدثناه بيننا . قال : فلعلكما قد صبأتما ؟ فقال له ختنه : يا عمر ، إن كان الحق في غير دينك ؟ فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأً شديداً : فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها ، فنفخها نفخة بيده فدمى وجهها . فقال عمر : أعطوني الكتاب الذي هو عندكم فأقرأه ، فقالت أخته : إنك رجس وإنه " لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ " [ الواقعة : 79 ] فقم فتوضأ ، فقام فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ " طه" حتى انتهى إلى " إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي " [ طه : 14 ] فقال عمر : دلوني على محمد ، فلما سمع خباب قول عمر ، خرج من البيت فقال : أبشر يا عمر ، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك - ليلة الخميس -
" اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب ، أو بعمر بن هشام " قال : ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في أصل الصفا ، فانطلق عمر حتى أتي الدار ، وعلى الباب حمزة وطلحة في ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى حمزة رضوان الله عليه وَجَلَ القومُ من عمرَ قال : " نعم فهذا عمر فإن يرد الله بعمر خيرا يسلم ويتبع النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هيناً " ، قال : والنبي صلى الله عليه وسلم داخل يوحى إليه ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عمر ، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال : " ما أراك منتهياً يا عمر حتى يُنْزلَ الله بك – يعني من الخزي والنكال – ما أنزل الله بالوليد بن المغيرة ، اللهم اهد عمر بن الخطاب ، اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب ، فقال عمر رضي الله عنه : " أشهد أنك رسول الله ، وقال : اخرج يا رسول الله " .
رواه ابن الجوزي في " مناقب عمر " ( ص 15 ) ، وابن سعد في " الطبقات " (3/267 – 269) ، والدارقطني في " السنن " (1/123) ، مختصرة ، والحاكم في " المستدرك " (4/59 – 60) من طريق إسحاق بن الأزرق ، نا القاسم بن عثمان البصري ، عن أنس به .
وفي سندها القاسم بن عثمان البصري .
قال الذهبي في " الميزان " (3/375) عند ترجمته : القاسم بن عثمان البصري عن أنس . قال البخاري : له أحاديث لا يتابع عليها .
قلت : حدث عنه إسحاق الأزرق بمتن محفوظ ، وبقصة إسلام عمر ؛ وهي منكرة جداً .ا.هـ.
ورواه ابن إسحاق بلاغا في " السيرة النبوية " (1/423 – 426) لابن هشام ، وبلاغات ابن إسحاق لا يعتمد عليها .
طريقٌ أخرى :
وجاءت قصة إسلام عمر أيضا بسياقٍ مختصرٍ من طريق آخر عند الحاكم في " المستدرك " (4/59 – 60) فقال : أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب ، ثنا محمد بن أحمد بن الوليد الأنطاكي ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني ، ثنا أسامة بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر قال : لما فتحت له أختي قلت : يا عدوة نفسها ، أصبوت ؟ قالت : ورفع شيئا فقالت : يا ابن الخطاب ؛ ما كنت صانعا فاصنعه ، فإني قد أسلمت . قال : فدخلت فجلست على السرير فإذا بصحيفة وسط البيت فقلت : ما هذه الصحيفة هنا ؟ قالت : دعنا عنك يا ابن الخطاب أنت لا تغتسل من الجنابة ، ولا تطهر ، وهذا " لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ " [ الواقعة : 79 ] .
وهذا السند فيه أربع علل :
الأولى : محمد بن أحمد الأنطاكي .
قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (2/74) : سئل أبي عنه فقال : شيخ .ا.هـ.
قال الحافظ الذهبي في " الميزان " (2/385) عن لفظة " شيخ " عندما يطلقها أبو حاتم على الرجل : فقوله : هو شيخ ، ليس هو عبارة جرح ، ولهذا لم أذكر في كتابنا أحدا ممن قال فيه ذلك ، ولكنها أيضا ما هي عبارة توثيق ، وبالاستقراء يلوح لك أنه ليس بحجة . ومن ذلك قوله : يكتب حديثه ؛ أي ليس هو بحجة .ا.هـ.
الثانية : إسحاق بن إبراهيم الحنيني . قال أبو حاتم : رأيت أحمد بن صالح لا يرضاه . وقال البخاري : في حديثه نظر . وقال النسائي : ليس بثقة . وقال الذهبي في " الميزان " (1/179) : صاحب أوابد .
الثالثة : أسامة بن زيد بن أسلم .
قال الإمام أحمد : منكر الحديث ، ضعيف . وقال يحيى بن معين : أسامة بن زيد بن أسلم ، وعبد الله بن زيد بن أسلم ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، هؤلاء إخوة ، وليس حديثهم بشيء جميعا .
الرابعة : الانقطاع بين زيد بن أسلم وعمر .
قال البزار (3/169 كشف الأستار ) : لا نعلم رواه أحد بهذا الإسناد إلا الحنيني .ا.هـ.
قال الذهبي في التلخيص عن هذه الرواية : قد سقط منه ، وهو واهٍ منقطع .ا.هـ
وقال الهيثمي في " المجمع " (9/65) : رواه البزار وفيه أسامة بن زيد وهو ضعيف .ا.هـ.
وضعف الشيخ مقبل الوادعي في " تتبع أوهام الحاكم التي سكت عنها الذهبي " (4/151) هذه الرواية .
طريقٌ أخرى أيضاً :
وجاءت أيضا عند الطبراني في " المعجم الكبير " (2/97 رقم 1428) فقال :
حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا يزيد بن ربيعة ، ثنا أبو الأشعث ، عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب " ، وقد ضرب أخته أول الليل ، وهي تقرأ : " اقرأ باسم ربك الذي خلق" حتى أظن أنه قتلها ، ثم قام من السحر ، فسمع صوتها تقرأ :
" اقرأ باسم ربك الذي خلق " فقال والله ما هذا بشعر ، ولا همهمة فذهب حتى أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد بلالا على الباب فدفع الباب فقال : بلال من هذا ؟ فقال : عمر بن الخطاب ، فقال : حتى أستأذن لك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بلال : يا رسول الله عمر بالباب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن يرد الله بعمر خيرا أدخله في الدين ، فقال لبلال : افتح ، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بضبعيه فهزه فقال : ما الذي تريد ، وما الذي جئت ، فقال له عمر : أعرض علي الذي تدعو إليه ، قال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله ، فأسلم عمر مكانه ، وقال : اخرج .
وفي سندها يزيد بن ربيعة الرحبي .
قال عنه الذهبي في " الميزان " (4/422) : قال البخاري : أحاديثه مناكير . وقال أبو حاتم وغيره : ضعيف . وقال النسائي : متروك . وقال الجوزجاني : أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة .
قال الهيثمي في " المجمع " (9/62) : وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك ، وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به ، وبقية رجاله ثقات .ا.هـ.
2 – بسبب إسلامه سمي " الفاروق " :
عن ابن عباس قال : سألت عمر : لأي شئ سميت ( الفاروق ) ؟
قال : أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام ، ثم شرح الله صدري للإسلام فقلت : الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ، فما في الأرض نسمة أحب إليَّ من نسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : أين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت أختي : هو في دار الأرقم بن أبي الأرقم عند الصفا ، فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوسٌ في الدار ورسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت : فضربت الباب ، فاستجمع القوم ، فقال لهم حمزة : ما لكم ؟ قالوا : عمر بن الخطاب ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابي ثم نترني نترةً ، فما تمالكت أن وقعت على ركبتي فقال : ما أنت بمنته يا عمر ! فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فكبر أهل الدار تكبيرةً سمعها أهل المسجد فقلت : يا رسول الله ! ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا ؟ قال : بلى ! والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم ! قلت : ففيم الإختفاء ؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن فأخرجناه في صفين : حمزة في أحدهما وأنا في الآخر ، له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد ، فنظرت إلى قريش وإلى حمزة ، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها ، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ( الفاروق ) .
أخرجها ابن الجوزي في " مناقب عمر " ( ص 12) ، وأبو نعيم في " الحلية " (1/40) .
والقصة في سندها إسحاق بن أبي فروة وقد لخص الحافظ ابن حجر في " التقريب " آراء علماء الجرح والتعديل في الرجل فقال : " متروك " .
وذكرها الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (4/280) وقال : " وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بسند فيه إسحاق بن أبي فروة " .ا.هـ.
وقال صاحب " كنز العمال " (12/551) : وفيه أبان بن صالح ليس بالقوي ، وعنه إسحاق بن عبدالله الدمشقي متروك .ا.هـ.
قال صاحب اللسان (3/378) : والكَدِيدُ : التُّرابُ النَّاعمُ ، فإِذا وُطِئَ ثارَ غُبارُه ؛ أَراد أَنهم كانوا في جماعة ، وأَنَّ الغُبار كان يَثُور من مشيهم .ا.هـ.
3 – قصةُ سماعهِ لآياتٍ من سورة ِ الحاقة : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : خَرَجْتُ أَتَعَرَّضُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ أُسْلِمَ ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَقُمْتُ خَلْفَهُ ، فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْحَاقَّةِ ، فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ مِنْ تَأْلِيفِ الْقُرْآنِ قَالَ : فَقُلْتُ : هَذَا وَاللَّهِ شَاعِرٌ كَمَا قَالَتْ قُرَيْشٌ ، قَالَ : فَقَرَأَ : " إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ . وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ " [ الحاقة : 40 – 41 ] قَالَ : قُلْتُ : كَاهِنٌ قَالَ : " وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ . " تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ . وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ . لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ . ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ . فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ " [ الحاقة : 42 – 47 ] ، إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ، قَالَ : فَوَقَعَ الْإِسْلَامُ فِي قَلْبِي كُلَّ مَوْقِعٍ .
أخرجه الإمام أحمد في " المسند " (1/17) بسنده فقال : حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ ، حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ به .
وسنده ضعيف لانقطاعه بين شريح بن عبيد وعمر بن الخطاب رضي الله عنه .
قال الهيثمي في " المجمع " (9/62) : رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن شريح بن عبيد لم يدرك عمر .ا.هـ.
وقال الشيخ أحمد شاكر في " تخريج مسند الإمام أحمد " (1/201 رقم 107) : إسناده ضعيف لانقطاعه ، شريح بن عبيد الحمصي : تابعي متأخر ، لم يدرك عمر .ا.هـ.
وضعف الإسناد بالانقطاع الشيخ شعيب الأرنؤوط في " تخرج مسند الإمام أحمد " (1/262 -263 رقم 107) .
الهجرة إلى المدينة
كان إسلام "الفاروق" عمر في ذي الحجة من السنة السادسة للدعوة، وهو ابن ست وعشرين سنة، وقد أسلم بعد نحو أربعين رجلاً، ودخل "عمر" في الإسلام بالحمية التي كان يحاربه بها من قبل، فكان حريصًا على أن يذيع نبأ إسلامه في قريش كلها، وزادت قريش في حربها وعدائها للنبي وأصحابه؛ حتى بدأ المسلمون يهاجرون إلى "المدينة" فرارًا بدينهم من أذى المشركين، وكانوا يهاجرون إليها خفية، فلما أراد عمر الهجرة تقلد سيفه، ومضى إلى الكعبة فطاف بالبيت سبعًا، ثم أتى المقام فصلى، ثم نادى في جموع المشركين: "من أراد أن يثكل أمه أو ييتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي".
وفي "المدينة" آخى النبي (صلى الله عليه وسلم) بينه وبين "عتبان بن مالك" وقيل: "معاذ بن عفراء"، وكان لحياته فيها وجه آخر لم يألفه في مكة، وبدأت تظهر جوانب عديدة ونواح جديدة، من شخصية "عمر"، وأصبح له دور بارز في الحياة العامة في "المدينة".
موافقة القرآن لرأي عمر
تميز "عمر بن الخطاب" بقدر كبير من الإيمان والتجريد والشفافية، وعرف بغيرته الشديدة على الإسلام وجرأته في الحق، كما اتصف بالعقل والحكمة وحسن الرأي، وقد جاء القرآن الكريم، موافقًا لرأيه في مواقف عديدة من أبرزها: قوله للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى: فنزلت الآية ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) [ البقرة: 125]،
وقوله يا رسول الله، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب: (وإذا سألتموهن متاعًا فسألوهن من وراء حجاب) [الأحزاب: 53].
وقوله لنساء النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد اجتمعن عليه في الغيرة: (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجًا خيرًا منكن) [ التحريم: 5] فنزلت ذلك.
ولعل نزول الوحي موافقًا لرأي "عمر" في هذه المواقف هو الذي جعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: "جعل الله الحق على لسان عمر وقلبه".
وروي عن ابن عمر: "ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه عمر بن الخطاب، إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر رضي الله عنه".
الفاروق خليفة للمسلمين
توفي النبي (صلى الله عليه وسلم) وتولى الصديق "أبو بكر"، خلافة المسلمين، فكان عمر بن الخطاب، وزيره ومستشاره الأمين، وحمل عنه عبء القضاء فقام به خير قيام، وكان "عمر" يخفي وراء شدته، رقة ووداعة ورحمة عظيمة، وكأنه يجعل من تلك الشدة والغلظة والصرامة ستارًا يخفي وراءه كل ذلك الفيض من المشاعر الإنسانية العظيمة التي يعدها كثير من الناس ضعفًا لا يليق بالرجال لا سيما القادة والزعماء، ولكن ذلك السياج الذي أحاط به "عمر" نفسه ما لبث أن ذاب، وتبدد بعد أن ولي خلافة المسلمين عقب وفاة الصديق.
الفاروق يواجه الخطر الخارجي بويع أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" خليفة للمسلمين في اليوم التالي لوفاة "أبي بكر الصديق" [ 22 من جمادى الآخرة 13 هـ: 23 من أغسطس 632م]. وبدأ الخليفة الجديد يواجه الصعاب والتحديات التي قابلته منذ اللحظة الأولى وبخاصة الموقف الحربي الدقيق لقوات المسلمين بالشام، فأرسل على الفور جيشًا إلى العراق بقيادة أبي عبيدة بن مسعود الثقفي" الذي دخل في معركة متعجلة مع الفرس دون أن يرتب قواته، ولم يستمع إلى نصيحة قادة جيشه الذين نبهوه إلى خطورة عبور جسر نهر الفرات، وأشاروا عليه بأن يدع الفرس يعبرون إليه؛ لأن موقف قوات المسلمين غربي النهر أفضل، حتى إذا ما تحقق للمسلمين النصر عبروا الجسر بسهولة، ولكن "أبا عبيدة" لم يستجب لهم، وهو ما أدى إلى هزيمة المسلمين في موقعة الجسر، واستشهاد أبي عبيدة وأربعة آلاف من جيش المسلمين.
الفتوحات الإسلامية في عهد الفاروق
بعد تلك الهزيمة التي لحقت بالمسلمين "في موقعة الجسر" سعى "المثنى بن حارثة" إلى رفع الروح المعنوية لجيش المسلمين في محاولة لمحو آثار الهزيمة، ومن ثم فقد عمل على استدراج قوات الفرس للعبور غربي النهر، ونجح في دفعهم إلى العبور بعد أن غرهم ذلك النصر السريع الذي حققوه على المسلمين، ففاجأهم "المثنى" بقواته فألحق بهم هزيمة منكرة على حافة نهر "البويب" الذي سميت به تلك المعركة.
ووصلت أنباء ذلك النصر إلى "الفاروق" في "المدينة"، فأراد الخروج بنفسه على رأس جيش لقتال الفرس، ولكن الصحابة أشاروا عليه أن يختار واحدًا غيره من قادة المسلمين ليكون على رأس الجيش، ورشحوا له "سعد بن أبي وقاص" فأمره "عمر" على الجيش الذي اتجه إلى الشام حيث عسكر في "القادسية".
وأرسل "سعد" وفدًا من رجاله إلى "بروجرد الثالث" ملك الفرس؛ ليعرض عليه الإسلام على أن يبقى في ملكه ويخيره بين ذلك أو الجزية أو الحرب، ولكن الملك قابل الوفد بصلف وغرور وأبى إلا الحرب، فدارت الحرب بين الفريقين، واستمرت المعركة أربعة أيام حتى أسفرت عن انتصار المسلمين في "القادسية"، ومني جيش الفرس بهزيمة ساحقة، وقتل قائده "رستم"، وكانت هذه المعركة من أهم المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، فقد أعادت "العراق" إلى العرب والمسلمين بعد أن خضع لسيطرة الفرس قرونًا طويلة، وفتح ذلك النصر الطريق أمام المسلمين للمزيد من الفتوحات.
الطريق من المدائن إلى نهاوند أصبح الطريق إلى "المدائن" عاصمة الفرس ـ ممهدًا أمام المسلمين، فأسرعوا بعبور نهر "دجلة" واقتحموا المدائن، بعد أن فر منها الملك الفارسي، ودخل "سعد" القصر الأبيض ـ مقر ملك الأكاسرة ـ فصلى في إيوان كسرى صلاة الشكر لله على ما أنعم عليهم من النصر العظيم، وأرسل "سعد" إلى "عمر" يبشره بالنصر، ويسوق إليه ما غنمه المسلمون من غنائم وأسلاب.
بعد فرار ملك الفرس من "المدائن" اتجه إلى "نهاوند" حيث احتشد في جموع هائلة بلغت مائتي ألف جندي، فلما علم عمر بذلك استشار أصحابه، فأشاروا عليه بتجهيز جيش لردع الفرس والقضاء عليهم فبل أن ينقضوا على المسلمين، فأرس عمر جيشًا كبيرًا بقيادة النعمان بن مقرن على رأس أربعين ألف مقاتل فاتجه إلى "نهاوند"، ودارت معركة كبيرة انتهت بانتصار المسلمين وإلحاق هزيمة ساحقة بالفرس، فتفرقوا وتشتت جمعهم بعد هذا النصر العظيم الذي أطلق عليه "فتح الفتوح".
فتح مصر
اتسعت أركان الإمبراطورية الإسلامية في عهد الفاروق عمر، خاصة بعد القضاء نهائيًا على الإمبراطورية الفارسية في "القادسية" ونهاوند ـ فاستطاع فتح الشام وفلسطين، واتجهت جيوش المسلمين غربًا نحو أفريقيا، حيث تمكن "عمرو بن العاص" من فتح "مصر" في أربعة آلاف مقاتل، فدخل العريش دون قتال، ثم فتح الفرما بعد معركة سريعة مع حاميتها، الرومية، واتجه إلى بلبيس فهزم جيش الرومان بقيادة "أرطبون" ثم حاصر "حصن بابليون" حتى فتحه، واتجه بعد ذلك إلى "الإسكندرية" ففتحها، وفي نحو عامين أصبحت "مصر" كلها جزءًا من الإمبراطورية الإسلامية العظيمة.
وكان فتح "مصر" سهلاً ميسورًا، فإن أهل "مصر" ـ من القبط ـ لم يحاربوا المسلمين الفاتحين، وإنما ساعدوهم وقدموا لهم كل العون؛ لأنهم وجدوا فيهم الخلاص والنجاة من حكم الرومان الطغاة الذين أذاقوهم ألوان الاضطهاد وصنوف الكبت والاستبداد، وأرهقوهم بالضرائب الكثيرة.
عمر أمير المؤمنين
كان "عمر بن الخطاب" نموذجًا فريدًا للحاكم الذي يستشعر مسئوليته أمام الله وأمام الأمة، فقد كان مثالا نادرًا للزهد والورع، والتواضع والإحساس بثقل التبعة وخطورة مسئولية الحكم، حتى إنه كان يخرج ليلا يتفقد أحوال المسلمين، ويلتمس حاجات رعيته التي استودعه الله أمانتها، وله في ذلك قصص عجيبة وأخبار طريفة، من ذلك ما روي أنه بينما كان يعس بالمدينة إذا بخيمة يصدر منها أنين امرأة، فلما اقترب رأى رجلا قاعدًا فاقترب منه وسلم عليه، وسأله عن خبره، فعلم أنه جاء من البادية، وأن امرأته جاءها المخاض وليس عندها أحد، فانطلق عمر إلى بيته فقال لامرأته "أم كلثوم بنت علي" ـ هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ فقالت:
وما هو؟ قال: امرأة غريبة تمخض وليس عندها أحد ـ قالت نعم إن شئت فانطلقت معه، وحملت إليها ما تحتاجه من سمن وحبوب وطعام، فدخلت على المرأة، وراح عمر يوقد النار حتى انبعث الدخان من لحيته، والرجل ينظر إليه متعجبًا وهو لا يعرفه، فلما ولدت المرأة نادت أم كلثوم "عمر" يا أمير المؤمنين، بشر صاحبك بغلام، فلما سمع الرجل أخذ يتراجع وقد أخذته الهيبة والدهشة، فسكن عمر من روعه وحمل الطعام إلى زوجته لتطعم امرأة الرجل، ثم قام ووضع شيئًا من الطعام بين يدي الرجل وهو يقول له: كل ويحك فإنك قد سهرت الليل!
وكان "عمر" عفيفًا مترفعًا عن أموال المسلمين، حتى إنه جعل نفقته ونفقة عياله كل يوم درهمين، في الوقت الذي كان يأتيه الخراج لا يدري له عدا فيفرقه على المسلمين، ولا يبقي لنفسه منه شيئا. وكان يقول: أنزلت مال الله مني منزلة مال اليتيم، فإن استغنيت عففت عنه، وإن افتقرت أكلت بالمعروف. وخرج يومًا حتى أتى المنبر، وكان قد اشتكى ألمًا في بطنه فوصف له العسل، وكان في بيت المال آنية منه، فقال يستأذن الرعية: إن أذنتم لي فيها أخذتها، وإلا فإنها علي حرام، فأذنوا له فيها.
عدل عمر وورعه
كان عمر دائم الرقابة لله في نفسه وفي عماله وفي رعيته، بل إنه ليشعر بوطأة المسئولية عليه حتى تجاه البهائم العجماء فيقول: "والله لو أن بغلة عثرت بشط الفرات لكنت مسئولا عنها أمام الله، لماذا لم أعبد لها الطريق". وكان "عمر" إذا بعث عاملاً كتب ماله، حتى يحاسبه إذا ما استعفاه أو عزله عن ثروته وأمواله، وكان يدقق الاختيار لمن يتولون أمور الرعية، أو يتعرضون لحوائج المسلمين، ويعد نفسه شريكًا لهم في أفعالهم. واستشعر عمر خطورة الحكم والمسئولية، فكان إذا أتاه الخصمان برك على ركبته وقال: اللهم أعني عليهم، فإن كل واحد منهما يريدني على ديني.
وقد بلغ من شدة عدل عمر وورعه أنه لما أقام "عمرو بن العاص" الحد على "عبد الرحمن بن عمر" في شرب الخمر، نهره وهدده بالعزل؛ لأنه لم يقم عليه الحد علانية أمام الناس، وأمره أن يرسل إليه ولده "عبد الرحمن" فلما دخل عليه وكان ضعيفًا منهكًا من الجلد، أمر "عمر" بإقامة الحد عليه مرة أخرى علانية، وتدخل بعض الصحابة ليقنعوه بأنه قد أقيم عليه الحد مرة فلا يقام عليه ثانية، ولكنه عنفهم، وضربه ثانية و"عبد الرحمن" يصيح: أنا مريض وأنت قاتلي، فلا يصغي إليه. وبعد أن ضربه حبسه فمرض فمات!!
إنجازات عمر الإدارية والحضارية
وقد اتسم عهد الفاروق "عمر" بالعديد من الإنجازات الإدارية والحضارية، لعل من أهمها أنه أول من اتخذ الهجرة مبدأ للتاريخ الإسلامي، كما أنه أول من دون الدواوين، وقد اقتبس هذا النظام من الفرس، وهو أول من اتخذ بيت المال، وأول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، وهو ما كان يطلق عليه "تمصير الأمصار"، وكانت أول توسعة لمسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) في عهده، فأدخل فيه دار "العباس بن عبد المطلب"، وفرشه بالحجارة الصغيرة، كما أنه أول من قنن الجزية على أهل الذمة، فأعفى منها الشيوخ والنساء والأطفال، وجعلها ثمانية وأربعين درهمًا على الأغنياء، وأربعة وعشرين على متوسطي الحال، واثني عشر درهمًا على الفقراء.
في سجل الشهداء
وفي فجر يوم الأربعاء [ 26 من ذي الحجة 23 هـ: 3 من نوفمبر 644م] بينما كان الفاروق يصلي بالمسلمين ـ كعادته ـ اخترق "أبو لؤلؤة المجوسي" صفوف المصلين شاهرًا خنجرًا مسمومًا وراح يسدد طعنات حقده الغادرة على الخليفة العادل "عمر بن الخطاب" حتى مزق أحشاءه، فسقط مدرجًا في دمائه وقد أغشي عليه، وقبل أن يتمكن المسلمون من القبض على القاتل طعن نفسه بالخنجر الذي اغتال به "عمر" فمات من فوره ومات معه سر جريمته البشعة الغامضة، وفي اليوم التالي فاضت روح "عمر" بعد أن رشح للمسلمين ستة من العشرة المبشرين بالجنة ليختاروا منهم الخليفة الجديد.
رحمة الله عليك ايها الفاروق
"والله لو أن بغلة عثرت بشط الفرات لكنت مسئولا عنها أمام الله، لماذا لم أعد لها الطريق". اين انت ياعمر هذا الزمان !!!!!!!!!! | |
|