الروحانية والسحر فى الاديان

الروحانية والسحر فى الأديان
الإنسان فى حالته المتدنية هو جسد مادى حى بالروح وهو بعد تزكية تنفسه ظهر حقيقتة بأنه نفس حية بالروح
ونجد بأن للإنسان قوة ظاهرة هى الجسد بحمله للأثقال و بالأعمال المادية وقوتين مستترتين هما قوة النفس وقوة الروح ةالأمر واضح عن قوة الجسد والماديات أما المستتر هما فوة النفس وقوة الروح وقرأنا عن علم النفس وعرفنا فيه الكثير وهو يدرس أمور النفس أى قوة نفس الأنسان وترويضها وما لانعرفه بأن النفس تشبه الوعاء المجوف وبذلك يمكن للقوى للمخلوقات الأخرى أن ت*** إليها قوة إضافية أو أن نؤثر عليها والأديان السابقه تتعامل من الأنفس إما لمحاربة النفس لأضعافها أو تلجأ للسحر لتزويد النفس الإنسانية بقوة إضافيه والأنفس قوتها فى اتجاه الشر فقط أى لايصلح قوة الخير لأن قوة الشر هى من الشيطان وقوة الخير هى من الله
والسحر قال عنه القرآن [وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى المَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ المَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ] {البقرة:102}
[فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ] {يونس:81}
إذا يمكن تعريف السحر بأنه قوة إضافيه شريرة مكتسبه للنفس الأنسانية بواسطة الشيطان فالأمر ينعلق فى الأغراض التى ينفذ فيها السحر وكله من أنواع الشر وهو سفلى أى بالنجاسة وبالشر وبذلك فالسحر بمساعدة الشيطان للأنسان

أما الروحانية فهى لابد من الطهارة وناتجة عن النور الذى تكتسبة الروح الأنسانية من هنا جاء تسميتها روحانية لأنها منطلقه من الروح وبها يتم الكرامات للصالحين ويمكن أن تفعل الخير أو الشر لمستحقيه فالفرق هو بأن قوة الروح هى الأقوى بكثير وبأنها غالبا توجه للخير لأنها من النور من الله وهذا متاح للأسلام فقط لأنه علوى لأنها من الله أى بالتطهر وبالصلاح أى أن الروحانية من النور أى بمساعدة الله للأنسان

ونتكلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن النور الذى فيه وبأنه سراج منير [وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا] {الأحزاب:46} [الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ] {الأعراف:157} وهو الذى صلى الله علية وباركه وبأنه رحمة لكل العالمين [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ] {الأنبياء:107} وبأنه رئيس هذا العالم بنوعيه الأنس والجن وبأنه قمة الروحانية والنور الذي يخضع له الجميع لمنزلته

واليهود كانوا قد حرفوا كتابهم مدعين بأن العهد لأسحق وبأن إسحق هو الذبيح ولأنه بناء على كلامهم الذى صدقوه يكون خاتم الأنبياء مكنهم فلما أرسل الله رسوله من نسل إسماعيل ةبأن ما كتبه اليهود كان خاطئا وهم رفضوا المسيح لأنه آخر أنبيائهم ولم يكن من نسل إبراهيم فلما جاء الرسول أيضا ليس من نسلهم فأرادوا أن يدعوا بأنه ليس برسول صحيح وذلك بطريقتين هما أن يقتلوه أو يسحروه لأن لديهم فى التوراة بأن الرسول الكاذب يقتله الله أو لو تمكنوا من سحره يدل على أنه ليس له قوة لأثبات لأنه ليس برسول لأن الرسول معصوم وأقوى روحانيا من الشيطان
فلايؤثر فيه السحر لذلك قامت إمرأة يهودية لتسميم كتف خروف وهو المميز لدى الرسول فعندما هم أن يأكل منه كلمه الكتف بأنه مسموم ورفض الرسول أكل الكتف وعفى عن اليهودية بالرغم من أنها تنوى قتله لأنه لم يصاب بالضرر
كما كان لدى رسول الله خادم يهودى هو لبيد إن الأعصم فعمل سحر لرسول الله من مشاطة من أثر رسول الله وعقد ووضعها فى بئر مهجور نعم يمكن أن يعمل اليهودى ذلك ولكن بدون أى تأثير على رسول الله لأنه رسول يأتيه الوحى ويلتقى مع الملائكة تماما كما عملوا السحر لموسى وتغلب عليه بقوة الله [فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ] {يونس:81}
وبأن جبريل عليه السلام قد علم عليا كيف يبطل السحر ولكن لايمكن أن يكون له أى تأثير على الرسول لأنه الحاكم على كل هؤلاء من الجن والأنس وعن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس وكان يرسل معه عمه أبو طالب كل يوم رجالاً من بني هاشم [يحرسونه] حتى نزلت هذه الآية: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه فقال:
"يا عم إن الله قد عصمني من الجن والأنس". رواه الطبراني لأنه يمكن أن يسحر زوجات الرسول فقد ذكر بأن حفصة قتلت جارية لها سحرنها وبأن السحر ظهر تأثيره عليها لأنها قتلت الجارية
الحديث رقم:
7296-عن عمرة أن عائشة اشتكت فطالت شكواها فقدم إنسان المدينة يتطبب فذهب بنو أخيها يسألونه عن وجعها قال: والله إنكم لتنعتون نعت امرأة مطبوبة. قالوا: هذه امرأة [مسحورة] سحرتها جارية لها. قالت: نعم أردت أن تموتي فأعتق. قالت: وكانت مدبرة فقالت: بيعوها من أشد العرب ملكة واجعلوا ثمنها في مثلها. رواه أحمد صحيح
ويمكن أن لايجوز فيهن السحر حسب قوة النور حسب العبادة أما أن يؤثر السحر فى رسول الله فلا يجوز ذلك لأنه رسول حق وهناك حديث موضوع منسوب قوله للسيدة عائشة وليس للرسول أى لم يقوله الرسول بأنه كان هناك تأثير عليه من سحر اليهودى لبيد إبن الأعصم وهذا لايجوز لأن قوة النور الموجوده فى الرسول صلى الله عليه وسلم روحانية عالية أقوى بكثير من قوة الشيطان وهذا بديهى وتمنعه وتحرقه فلايجوز الجمع بين النور والظلام أو الخير والشر وهناك حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم يثبت بطلان هذا : الحديث رقم:
7680- ليس منا من تطير ولا من تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له
التخريج (مفصلا): الطبراني في الكبير عن عمران بن حصين وهو حديث حسن أى أن المؤمن لايجوز فيه السحر ويبطل بل هو الوسيلة بإبطال السحر بقوة الأيمان والنور
فاليهود يريدون إثبات عدم صحة الرسالة إما بقتله أو بجواز مفعول السحر له وهذا لايجوز ولا يمكن وبأن تصديق اليهود معناه إنكار النبوة

ومن الواضح صحة وجود السحر وبأنه قوة ظلامية شريرة تعتمد على النجاسة و قوة النفس المؤيدة بالشيطان لأجراء السحر
وبأن النفس الأنسانية لها قوى شريرة نابعه من النفس ذاتها ومنها الحسد وهو إطلاق قوة من العين الحاسده تصيب المحسود
فتدمره

وبأن الأديان السابقة كل ما فى إستطاعتها هى التوجه الى النفس البشرية فقط دون الروح التى لم يعرفوها لأنه تخص الله تعالى
ولذلك كان سؤالهم عنها للرسول [وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا] {الإسراء:85}
أما الإسلام فتعامله مع الروح لذلك يختلف عن الأديان السابقة تماما
من إنجيل متى: قول نبى الله يحيا لليهود : 6وَاعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ.
7:3فَلَمَّا رَأَى كَثِيرِينَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ يَأْتُونَ إِلَى مَعْمُودِيَّتِهِ قَالَ لَهُمْ: «يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟ 8:3فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ.
3: 9وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْراهِيمَ.
3: 10وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.
11:3أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ وَلَكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ. فاليهودية والمسيحية كلاهما يعمدان بالماء
والقرآن وهو كلام الله هو غذاء الروح فبتلاوة القرآن يحصل الأنسان على البركة والرحمة والنور وتودع بالروح بالصلاة وبذكر الله وبالصلاة على رسول الله ولذلك يلزم قبل ذلك الإستغفار لتنقية الأنسان من الذنوب ويلزم تنقية الجسد وكبح النفس لكى تصفوا وتزكى النفس لكى تعلوا درجتها وبذلك يتاح للأنسان المسلم أكبر قدر من النور لتودع فى روحه وكلما زاد النور يصبح المؤمن له نور أقوى [يَوْمَ تَرَى المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ اليَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ] {الحديد:12}
فالأنسان المؤمن يمكن أن ينال الكرامات بالتمنى على الله وحسب درجته بالنور أصبح أقرب وأجابة الله
ولايمكن لساحر أن ينال منه أو أن يجوز فيه سحر كما يمكنه مساعدة الآخرين فى إبطال السحر وشفائهم
فعلاج السحر يتم بواسطة الصالحين المؤمنين بواسطة النور الذى منحه الله لهم ويمكن تفهم هذا بقوة جهد كهربائي فالمؤمن يمكن تشبيهه بجهد موجب والمسحور يشبه بجهد سالب وعند لمس الأثنين تفرغ شحنة السحر وتتعادل فى نفس المسحور ويصعق الخديم الخاص بالسحر ة بذلك يزال التأثير ولابد من معرفة مكان السحر المؤثر للحصول عليه وحرقه والمؤمن سيطلعه الله علي المكان هذه هى طريقة ابطال السحر بقوة النور والإيمان [إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ] {الأعراف:201} ولايمكن إبطال السحر بواسطة ساحر آخر جيث أن جهد الأثنان سالب فلا يؤثران فى بعضهما البعض وقد وضح القرآن الكريم ذلك بأن موسى عندما إلتقفت عصاه السحر ألقى السحرة جميعا ساجدين لمعرفتهم بأن سحرهم لايمكن إبطاله بسحر آخر وبأنه أبطل بقوة الله ولكن فرعون لجهله إعتقد بأنه ساحر مثلهم وأنه كبيرهم
[وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ] {الأعراف:120} [قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ العَالَمِينَ] {الأعراف:121} [رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ] {الأعراف:122} [قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ] {الشعراء:49}
لذلك لابد لمعالجة السحر من وجود مؤمنين صالحين وبنورهم القوى يبطل السحر بإذن الله الواهب لهذا النور