حكم تسخير الجن

س : ما هو حكم إستخدام و تسخير الجن الصالح المؤمن ؟!


ج :

ذكر شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في المجلد الحادي عشر من مجموع الفتاوى ما مقتضاه أن استخدام الإنس للجن له ثلاث حالات :

الأولى ) أن يستخدمه في طاعة الله كأن يكون نائبا عنه في تبليغ الشرع ، فمثلا إذا كان له صاحب من الجن مؤمن يأخذ عنه العلم فيستخدمه في تبليغ الشرع لنظرائه من الجن ، أوفي المعونة على أمور مطلوبة شرعا فإنه يكون أمرا محمودا أو مطلوبا وهو من الدعوة إلى الله عز وجل . والجن حضروا للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، وقرأ عليهم القرآن وولوا إلى قومهم منذرين ، والجن فيهم الصلحاء والعباد والزهاد والعلماء لأن المنذر لا بد أن يكون عالما بما ينذر عاب

الثانية) أن يستخدمهم في أمور مباحة فهذا جائز بشرط أن تكون الوسيلة مباحة فإن كانت محرمة فهو محرم مثل أن لا يخدمه الجني إلا أن يشرك بالله كأن يذبح للجني أو يركع له أو يسجد ونحو ذلك

الثالثة) أن يستخدمهم في أمور محرمة كنهب أموال الناس وترويعهم وما أشبه ذلك ، فهذا محرم لمافية من العدوان والظلم .ثم إن كانت الوسيلة محرمة أوشركا كان اعظم واشد0

فتسخير الجان ينقسم الى نوعين نوع رحماني ونوع شيطاني .

اما النوع الرحماني ويعرف بالعلم الروحاني وهو علم شريف عظيم لمن يعرفه ودخل فيه لانه يزيد الانسان معرفة بالله ويزيده قربا منه سبحانه لما يرى من عظم مخلوقات الله واسراره في الكون ولمن يعرف هذا العلم يعرف ان الله سبحانه وتعالى جعل لكتابه العظيم خدام من الملائكة والجن يخدمون سورا وايات من القرآن الكريم واسماء الله الحسنى وغيرها وان الله سخرهم لخدمة الانسان لتعرفوا عظم مكانة الانسان عند الله سبحانه وتعالى لانه نفخ فيه من روحه نفخة تليق بجلاله وعظمته وان كل شيء مسخر للانسان ولخدمته .

ولكن هذا التسخير للجان لا يكون لكل احد من الناس انما هم فئة من الصالحين اختصهم الله بهذا العلم لان هذا العلم شريف وعظيم لا يدخله الا من كان قريبا من الله وكل ماكنت قريب من الله كلما كان لك سلطة على هذا العالم بامر الله وكما قلت لا يعرف هذه الامور الا المتخصصين فيه ولا يحسب الانسان ان هذه الامور سهلة وبسيطة وانما تحتاج الى اولا ان تكون قريبا من الله بعمل الطاعات وترك المنكرات وكثرة الذكر والاجتهاد في العبادة ولها شروط اخرى ليس الان الحديث عنها وبقدر قربك من الله يسخر الله لك مالاتتوقعه ويطلعك على اسراره بما يدهش العقول وتكون في حفظه ورعايته ...

وان هذا العالم الروحاني لا يعمل الا في الخير ومنفعة الناس وهو مسخر لخدمة الناس .

ام النوع الثاني اجارنا الله منه وهو التسخير الشيطاني فهو كفر وخروج عن الاسلام وخطر على الامة وإفساد لها بما يعمله هذا الساحرالكافر والخبيث والملعون .

وهذا الساحر لا تستجيب له الارواح الخبيثة الا إذا كفر بالله سبحانه وتعالى واطاع الشيطان فيما يأمره مثلا ان يسجد للشيطان او ان يقرأ عزيمته الكفريه في الحمام او يبول على المصحف او يزني او يرتكب الزنا في محارمه ....

لذلك ترى هذا الساحر في شقاء وتعاسة وتسلط عليه الشياطين يؤذونه واسرته وتراه في ضيق من العيش لان الشياطين يأخذون ماله بطرق عديدة وهو عضو فاسد في المجتمع لا يتورع عن فعل أي شيء ( ليس بعد الكفر من ذنب ) لذلك هو هذا الساحر الكافر المفسد الذي يجب قتله لانه مفسد في الارض .

اما عن علم الغيب فكذلك اختلط الامر على كثير من الناس مما ادى الى تكفير بعضهم البعض واحلال دمهم بسبب جهلهم ما هو علم الغيب .

وعلم الغيب نوعين:

علم ذاتي مطلق وهو مختص بالله سبحانه وتعالى لا ينازعه فيه احد يعلم ما كان ويكون وسيكون وسوف يكون علم مكتسب وهو ما يطلع الله من شاء من عباده بما شاء كيف شاء متى شاء من ملائكة وانبياء ورسل واولياء وصالحين وغيرهم أي ان هؤلاء لا يعلمون الغيب الا بقدر ما يطلعه الله عليه ) .